• بيانات سماحة السيد أمين
  • حوار: السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى1436هـ (ج1 من 2)

    حجم الخط:
    26 ذیحجه, 1436608

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ
    لقاء حواري مع سماحته
    أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو

    الجزء الأول:-

    ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد..
    نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص للحديث حول مجريات حج سنة 1436هـ وبالأخص حادثة منى بطريق الجمرات التي راح على أثرها آلاف الضحايا والحجاج من مختلف البلدان الإسلامية.
    بدءً سيدنا العزيز أنتم كنتم ممن وفق منه عز وجل لحضور حج هذا العام، فهل كنتم من المتواجدين أثناء الحادثة المحزنة والكارثة الأليمة؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولكم جزيل الشكر على جهودكم المبذولة، وأسأل الله لكم خير الدنيا والآخرة، وأن يجعل لكم قدم صِدقٍ مع الأنبياء والمرسلين وصالح المؤمنين.
    نعم؛ بحمده تعالى كان لي نصيب من التوفيق لحج هذا العام الشريف، كما كان نصيبنا في عِداد من وافتهم الحادثة الصعبة الحزينة ومأزقها الشديد الأليم، أشكره تباركت أسماؤه أن جعلنا في ذلك ممن يواسي إخوانه المسلمين الآتين من البلدان البعيدة ومن خارج الحجاز، وأحمده على توفيقه وحُسن بلائه وجليل آلائه وعظيم نعمائه، والحج بطبيعة الحال محفوف بالمشاق والبذل، سواء النفسي –حيث تغيب عن أهلك وأبنائك وأحبتك في أيامٍ معدودات- أو الجسدي –حيث تبذل من طاقتك الجسمية وتتحمل الصعاب- أو الوقتي –حيث تبذل وقتك خالصاً متفرغاً لذلك- أو المادي –حيث تبذل مالك سخياً لأجل التقرب لله تعالى بهذه الشعيرة الروحانية الغَرَّاء- وفي كل ذلك فلسفة عظيمة وتربية للنفس على الكرم والعطاء والصبر والتحمل والشعور والمواساة والتكافل والتذكر لمنازل البرزخ الـمَهولة وأحوال يوم الحساب الأعظم، وأيضاً لكل جزئية من هذه الجزئيات العظائم حِكَم كبرى تُتناول فلسفتها بمحلِّها. كما أنّ التوفيق لها أمر عزيز جليل لا يوفَّق له إلا من شاء الله عز وجل بلطفه لتربيته وتأديبه واستتابته وإصلاحه وقَدَّر له ما قَدَّر من بين ملايين الخلائق بما شاء قضاؤه عز وجل من النفع أو الضرر على خط التصفية والتحلية والتجلية أو صُعُد الامتحان، ولسنا نأمل منه عز وجل إلا أن يكون قد وفقنا واختارنا للحج للخير وتهذيب هذه النفس المذنبة المقصِّرة المتجرِّئة على باريها بالذنوب والآثام الجسام، نستغفره تعالى مما جنت واحتطَبَتْ على عاتقها من البُعد عن ساحته وألطافه وفيوضاته سبحانه، وأن يكون هذا الحج الذي وفقنا إليه تبارك وتعالى جابَّاً وماحياً لما سلف، وسُلَّماً سالكاً لفيوضات ملكوته وألطاف جبروته، ومنطلَقاً لخير المستقبل في دنياي وأُخراي.

    ● إن شاء الله سيدنا الجليل، ونسأل الله نحن كذلك بما سألتموه عز وجل.
    هل لكم سماحة السيد أن تصفوا لنا مجريات الحادثة بشيء من التفصيل؟ حيث سمعنا من هنا وهناك كلاماً يتوافق بعضه ويتضارب بعضه، فلو تكرمتم بوصف وبيان مجريات الحادثة كشاهد عيان عن قُرب وحس حضرَ في الموقع.

    لا بأس؛ وسوف أبدأ بعرفة إلى منى حيث الحدث؛ ليكون الكلام واضحاً جلياً بعيداً عن اللبس، ويتسنَ الفهم لأولياء الأمور والمسؤولين والمهتمين الأفاضل؛ إذ ترتبط عرفة بالواقعة بشيء من الأثر في بيان مُجْمَل الأحداث وتَعاقبِها؛ ذلك باعتبار تتالي أعمال الحج وتسارع أحداثه في أيامه المتلاحقة وأعماله المتلازمة.

    ● لو قاطعتكم سماحة السيد، هل لكم أولاً أن تقدِّموا لنا موجزاً عن أعمال الحج لنكون في الصورة وتكون الأمور واضحة للمستمع من حيث الهيكلية وتسلسل الأحداث؟

    حسناً، على الرحب والسعة؛ اعلمْ أيها العزيز أنّ الحج في الإسلام له ثلاثة أقسام؛ هي (حج الإفراد) و(حج القِران) و(حج التمتّع)، ومن أجل الإيجاز نتكلَّم عن خصوص حج التمتّع باعتباره هو محط كلامنا الخاص من جهة والأعم من أخرى في هذا المورد؛ فالحاج يبدأ في حج التمتع بلبس الإحرام من بيته أو من الميقات حسب رغبته، كما يستحب له الغُسل إن شاء من بيته أو في الميقات الشرعي الذي سيمر به للعبور إلى مكة شرَّف الله قدرها، التي هي أرضٌ حرام لا يحل دخولها إلا بالإحرام إليها وأداء أعمال الدخول والحل، فيبدأ التلبية من الميقات، أو من المطار بالنذر أو من منطلقه بالنذر أو أول نقاط دخول مكة حسب اختلاف الفتوى، فينعقد بذلك إحرامه فلا يجوز له خلعه إلا بأداء الأعمال، فيدخل لمكة وفق الأحكام والضوابط الشرعية من عدم التضليل وعدم لبس الخيط والمخيط وغير ذلك مما هو مفصَّل في محله على مستوى المحضورات كالجدال بشكله الممنوع شرعاً أو نزع الشعر أو الصيد البري وغيره، فيبدأ بالطواف حول البيت سبعاً ثم الصلاة ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم السعي بين الصفا والمروة سبعاً مبتدئاً بالشوط بالصفا منتهياً بالمروة، ثم يقَصِّر بقص شيء من شعر رأسه أو لحيته أو شاربه، وبهذا يحل من إحرامه ويحل له ما مُنِعَ عنه بالإحرام من التضليل بالخُف أو الجورب على القدم للرجال أو أي ما يضلل الرأس للرجال أو ستر الوجه أو الارتماس للرجال والنساء والتزين وقتل هوام الجسم وإجراء عقد التزويج وإخراج الدم من البدن عمداً وخلع الضرس على قول وشم الطِّيْب والتدهن وتقليم الأظافر ومجامعة النساء ومتعلقاتها من التقبيل واللمس بشهوة والملاعبة بشهوة والنظر بشهوة وحمل السلاح وغيرهم عدا الصيد البري والحلق الكامل وبعض ما فيه تفصيل، وينتظر إلى مجيء أيام الحج المفروضة إن كان دخل مكة قبل ذلك وبقي وقت على أيام الحج، ثم بمجيء أيام الحج وهي يوم التاسع ويوم العاشر وليلة الحادي عشر ويومه وليلة الثاني عشر ويومه على التفصيل الذي سنذكره، وهكذا لمن يبقى بعد الثاني عشر أو ينفر من منى خارجاً من مكة فتنتهي أعماله بالخروج فيه منها؛ كل هذا كما يلي:

    يبدأ الحج بالإحرام مجدداً بعقد التلبية من مكة القديمة أو حياطها حسب الاختلاف، ثم الوقوف يوم التاسع في عرفة من الزوال إلى الغروب والنفرة لمزدلفة، ثم الوقوف من الفجر إلى طلوع الشمس يوم العاشر يوم العيد بمزدلفة التي عبرت عنها الآية الكريمة بالمشعر الحرام، ثم ينفر بعد الفجر إلى منى متوجهاً نحو الجمرات ليرمي الجمرة الكبرى سبع حصيات ثم يذبح قربان هديه ثم يحلق أو يقصِّر بأخذ شيء من شعره أو لحيته أو شاربه، كل ذلك يفعله يوم العيد، وللنساء والعجزة والصغار والمرضى والضعفاء الرمي بليل مزدلفة ليلة العيد تخفيفاً من الله تعالى عليهم ورفقاً وتيسيراً وصوناً وحماية لهم عن الزحام والمشقة الزائدة والحرج، ويكون بعد عبورهم بمزدلفة. ثم في الليل يبيت في منى أو يتعبد في الحرم النصف الأول من الليل أو النصف الأخير من الليل أو كل الليل حسب اختلاف الفتوى، ويقدر أن يستغل ذلك تخفيفاً عن نفسه بأداء بقية الأعمال الواجبة بالمجيء بطواف الزيارة حول البيت المعظَّم وصلاة ركعتي الطواف خلف المقام والسعي بين الصفا والمروة بالكيفية السابقة ثم الإتيان بطواف النساء وصلاة ركعتي الطواف فيحل من إحرامه، ثم بعد طلوع الشمس يذهب لرمي الجمرة الصغرى سبع حصيّات وكذا الوسطى سبعاً والعقبة الكبرى سبعاً، ويكون الرمي بين طلوع الشمس وغروبها عدا النساء والضعفاء كما ذكرنا لهم الرمي ليل العاشر وليل الحادي عشر وليل الثاني عشر بدل نهارهم، ثم يفعل مثل ليلة الحادي عشر ويومه تماماً في الليلة واليوم التالي الذي هو ليلة الثاني عشر ويومه، ثم ينفر من منى خارجاً من مكة بعد زوال الثاني عشر. هذا موجز هيكلية أعمال الحج بوجهٍ من وجوهه عندنا.

    ● أحسنتم سيدنا؛ فكيف كانت عرفة التي هي كما تفضلتم أول أعمال الحج وأيامه؟

    في عرفة كانت الأحوال سيئة للغاية، حيث الوضع المأساوي في التغذية والمبيت، وهذا بمجموعه يعود على الجانب الصحي والاستعدادي لدى الحاج، ومن ثم السلامة والاقتدار بمختلف جوانبه؛ ففي عرفة أماكن المبيت عبارة عن خيام سيئة التجهيز جداً، فمن الحشرات إلى حر القيظ وعدم وجود تكييف إلى رداءة المفارش إلى وساخة المكان بالقمامة والوحول القذرة المليئة بالجراثيم المنتشرة بطول عرفة وعرضها إلى دورات المياه المتنجسة والوسخة وغير ذلك على صعيد التجهيز والاستعداد اللوجستي الموضعي، وأما على صعيد التغذية؛ فتكاد عرفة تفتقر لأبسط موارد الطاقة والعيش؛ حيث لا تجد مَحال لبيع الطعام ولو بالمال، ولا أماكن تتكفل بحاجة الحاج سيما الفقراء والمعدَمين، لولا وجود مجموعة من أهل الخير والجمعيات الخيرية الذين أرسلوا مجموعة من مَرْكبات البرادات المحملة بالأطعمة لتوزيعها مجاناً على الحجاج في عرفة، حيث تجد مجموعة من البرادات الكبيرة المكتوب عليها أسماء الجمعيات الخيرية أو اسم الجهة الراعية أو كلمة (فاعل خير)، تجدها في عرفة تقدِّم بكرم وسخاء لا نظير له، وهي كما هو واضح جهات خاصة تنفق بمجهود شخصي تبرعي، جَزَ الله تعالى أصحابها خير الجزاء يوم الحسرة، وزادهم بسطةً في المال والنعمة، وضاعف لهم تكافلهم بما لا عدَّ له ولا إحصاء، وأخذ بأيديهم للصالحات الباقيات {مَثَلُ الذِينَ يُنفقونَ أموالَهُمْ في سبيلِ اللهِ كمَثَلِ حَبةٍ أَنبتتْ سبعَ سَنابلَ في كُلِّ سُنبُلةٍ مئةُ حبةٍ واللهُ يضاعِفُ لمن يشاء والله واسعٌ عليم}، {ويُربي الصَّدقات واللهُ لا يُحِبُّ كلَّ كَفّارٍ أَثيم}، {الذِينَ يُؤْمنونَ بالغيبِ ويُقِيمونَ الصلاةَ ومِمّا رزقناهُمْ يُنفِقون}، وورد في الأثر: “أن أوحى ربك إلى الدنيا أنه من خدمني فاخدميه, ومن خدمك فاستخدميه”، وفي الترمذي: “من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة”.
    والغريب الجدير بالذكر أنني قلت لرجل من المؤمنين الأعزاء: ابتهِلْ لله بالدعاء لهذا الرجل فاعل الخير الذي أكلنا من تبرعه وزاده في هذا الظرف العصيب بأن يوسع عليه من رزقه ويعوضه أضعافاً كثيرة مباركة؛ فأبى عليَّ ذلك وقال: لا تدري كم أَكل من الحرام وكم مَنَعَ من الخير وكم حَرَم الفقراء من زكاة ماله حتى استبطَر وصار غنياً ثرياً يقدر على تهيئة وإرسال هذه المعونات الضخمة!
    قلت: كيف وأنت لا تعرفه؟ وهل تعلم أنه لا يزكي ماله؟ أليس هذا الذي تراه بعينك زكاة وإعطاء لا مَنع وأنه أفضل الإعطاء بما فيه من الغوث وحيث لم يعلن عن اسمه؟ ألا تدعو له بعد أن أكلت من رزقه؟
    فأبى وأصر يجادِل، فقلت: طيب على الأقل اسأل الله له الهداية والصلاح. فأبى!

    ● سبحان الله! أليس سيدنا يحج الإنسان ليتقدم معنوياً وعملياً؟

    بلا ريب، فالحج رحلة في سُلَّم الصعود، وأظن أن صاحبنا العزيز لم يتقصَّد ارتكاب ذلك، فلربما كانت نفسه مشحونة رأفة على الفقراء والأيتام والمساكين وما يحصل من منعِ الأغنياء للحقوق، وهو هذا الذي يظهر لي بقرينة الحال والمقال بما كان عليه حاله ومقاله؛ فعن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال:
    “ما جاع فقير إلا بما منعه غني”، وقال صلوات الله وسلامه عليه: “إنّ الله تعالى فرضَ على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم، فإن جاعوا أو عروا وجهدوا فبمنع الأغنياء، وحق على الله تعالى أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه”، وهذا عين ما أشار له سبحانه في قوله: {إنَّ الإنسانَ لِربِّهِ لَكَنود * وإنَّهُ على ذلكَ لَشهيد * وإنَّهُ لِحُبِّ الخيرِ لَشديد * أَفلا يَعْلَمُ إذا بُعْثِرَ ما في الْقُبُور * وحُصِّلَ ما في الصُّدُور}، وقال سلام الله عليه: “ما رأيت نعمةً موفورة إلا جانبها حق مضيَّع”، وقال عز وجل: {كلّا بل لا تُكْرِمونَ اليتيم * ولا تَحَاضُّونَ على طعامِ المِسكين * وتَأكُلونَ التُّراثَ أَكلاً لَمّا * وتُحِبُّونَ المالَ حُبّاً جَمّاً}.
    لكن هذا لا يعني أن يغالبنا الشعور بالفقراء والعَدو على غير معلوم الحال والسيرة؛ فهذا ممنوع ولا يقل في حرمته عن حرمة المنع الذي ننكره على الموسرين والساغبين والأثرياء، والخَطَاء لا يُصْلَحُ بالخطأ. وفي المقابل فإنّ الصلحاء في مالهم حق معلوم للسائل والمحروم، والإنسان يقيَّم بظاهره، والبواطن لرب العالمين، وطلب الخير والهداية للآخرين صفة المؤمن صحيح العمل، يربي عليها ذاته ويطيِّب بها قلبه، والإنسان عبدُ الإحسان، كما أنه حسب مقاييس الظاهر فإنّنا لم نقدِّم شيئاً يُذكر في قبال ما قدمه ذاك الفاعل للخير من الجود الكثير والسخاء العريض في موضعٍ قدسي مكبَّل بالمشاق الكثيرة، سواء من ناحية تهيئة الدعم وتوظيف العمال أو إيصاله للموضع وغير ذلك مما يستلزمه الأمر. وعلى أيٍّ إنما هي لفتة لأخي وللأحبة، ولي قبل أي أحد، فما أُبرئ نفسي الحقيرة عن الزلل والخطيئة، أعوذ بالله من سوء النفس والشيطان الرجيم.

    ● عذراً لو قاطعتكم سماحة السيد؛ ما الفرق بين (خَطَاء) و(خطأ)؟ حيث عبرتم الخَطَاء لا يُصلح بالخطأ.

    الخطاء ضد الصواب، ويقال فيما يُتعمد ارتكابه ويُقصد من الفعل ولا يكون إلا قبيحاً، ويكون حتى المصيب فيه بلا قصد كالمخطِئ، وجمعه أَخطِئة. وهو بخلاف الخطأ الذي هو ضد الصواب أيضاً؛ إذ يرتكبه الإنسان بتعمد وقصدِ شيء فيصيب غير ذلك الشيء المقصود، لكنه إذا أطلِق فإنه لا يكون إلا في القبيح وأما إذا قيّد جاز أن يكون حسناً بالصيرورة لشيء آخر حسن أو سيء؛ وذلك مثل أن يتعمد فعل القبيح فيصيب الحسن أو كمن رمى صيداً فأصاب إنساناً أو كمن اجتهد في الاستباط الشرعي فلم يُصِب الحكم الواقعي، فنعبر عنه بأنه أخطأ ما قصده وإن لم يفعل القبيح في نفس ذات الشيء، وجمعه أخطاء. وكذا بالنسبة للخطأ والخطيئة؛ فالخطأ يُنسب للسيئة الصغيرة بادعاء أنه أَلصَق بها وأنسب، بينما الخطيئة تقال للسيئة الكبيرة، وقيل بأنّ الخطيئة تتعلق بما يكون بين المخلوق والخالق سبحانه، بينما الخطأ يكون بين العبد والعباد. والخطاء هو من وجهٍ كالخطيئة في النسبة للكبيرة.

    ● جميل؛ نعود سماحة السيد العزيز لعرفة؛ هل كانت هنالك سيدنا دورات مياه بما يكفي الحجاج؟

    نعم؛ يوجد مرافق صحية ولكنها محفوفة بالزحام، لكنه إنصافاً بسيط لا بأس به، ولا يُذْكر باعتبار كثافة الحجاج الكبيرة، وإنما المشكلة الرئيسة في المرافق كانت تكمن في عدم توفر الماء، وضعفه لدرجة التقطير تارة والانقطاع أخرى.

    ● وماذا سيدنا بعد غروب يوم عرفة؟

    ما أن يأتي حين غروب شمس عرفة لتستعد للنفرة من عرفة إلى مزدلفة بعد التواجد في عرفة منذ الليلة السابقة استعداداً لإدراك عرفة، وما أن تصل إلى مزدلفة إلا وتجد هنالك أصناف العذاب والهلاك البطيء، فمزدلفة أتعس حالاً من عرفة، ولا تقاس بها.

    ● كيف سماحة السيد؟ هل لكم بيان الفارق بين أوضاع عرفة ومزدلفة؟

    نعم؛ في عرفة قد يجد الحاج أو المتواجدون شيئاً من الطعام التبرعي والمُهْدَى أو شيئاً من الماء الذي وضعته الدولة، إذ تضع الدولة حنفيات لمياه الشرب في مختلف المواضع في عرفة، وهذا أمر طيب ومتكامل تشكر عليه؛ أما في مزدلف؛ فالوضع مختلف تماماً؛ حيث تفاجَأ بالهلاك الذي يترقبك؛ إذ لا توجد حتى حنفيات ماء شرب، فتبقى في العطش المرير والجوع القارص، وإن كانت إنصافاً إشكالية دورات المياه في مزدلفة أخف بكثير منها في عرفة؛ حيث تنقسم لقسمين رجالي ونسائي ويتوفر فيها الماء بوفرة طيبة، ولكن ماءها حار لا يصلح للشرب، وليس بها موارد لغسل الجسم، وإذا وجدتَ بعض الباعة الصغار المتنقلين هنا وهناك لديهم شيئاً من الطعام المباع أو الماء المسوَّق؛ فإنك تجد الطعام مليء بالأوساخ والماء شديد الحرارة يتكافأ في حرارته مع حرارة الجو تقريباً؛ ذلك لأن نفس هؤلاء الأفراد المتجولة لا يمتلكون شيئاً لتبريد الشراب، حيث لا ثلج لديهم ولا مولدات كهرباء.
    وهذا يعني أنه إذا لم تكن الحملة ومقاولها الذي ذهبتَ معه يمتلك لك نجدةً من غذاء أو ماء؛ فإنك تعيش صنوفاً من الأذى الشديد بما يضاف لعسر الجلوس على حجارة الأرض، مع أن المراد لعرفة ومزدلفة هو التعبد، وإحياء هذه الأوقات النورانية بالصلاة والدعاء والابتهال والمناجاة والتفكر والتأمل، لا كما يقع لأغلب الحجاج من التضور جوعاً والتوجع عطشاً والانشغال بالتفكُّر في من أين أجلب شربة من ماء لي أو لمن معي ممن تحت كفالتي أو للرفاق تلافياً للهلاك والسقم ورعاية لحق الجسم والنفس المؤتمنة من الله لديك، خصوصاً وأنه لا توجد حتى إسعافات طوارئ تصل لنجدة المريض –سواء كان مريض سكَّر أو غيره- أو مَن فاجأه المرض هناك، وهذا عين ما حصل لمجموعة من الحجيج أمامنا.

    ● هل وقع الحجاج بمآزق بليغة وحقيقية في مزدلفة بشكل فعلي؟ وهل لكم سيدنا أن تذكروا مثالاً على ذلك لتكون الأمور واضحة للمسؤولين؟

    نعم؛ على سبيل المثال أذكر حادثة امرأة من إحدى البلدان الأخرى وقعت أمامنا مغماً عليها مرتين وبقيت على قارعة الطريق تعبر بجانب جسدها الحافلات، والناس واقفون حولها لا حول لهم ولا قوة، إلى أن أخذها رجل في كرسي ذي عجلات بعد انتظار طويل للإسعاف التي لم تحضر رغم طول الانتظار.
    زِدْ على ذلك الأجواء المناخية الموبوءة، حيث تنتشر الحافلات والباصات في مواضع المبيت في مزدلفة بكثافة كبيرة، مما يجعلك تفتقر للأكسجين وتستنشق أتعس وأضر درجات ثاني أكسيد الكربون والسموم طوال تواجدك في مزدلفة من بدايات الليل إلى الفجر، مضافاً إلى إزعاج الحافلات وأصواتها وتَصارع السائقين بالمنبهات التي في مركباتهم بغرض السبق للعبور، وغير ذلك من المآسي المؤسفة.

    ● ألا توجد مخيّمات متاحة في مزدلفة كعرفة مثلاً؟

    كلا؛ المخيمات في عرفة ومنى، وأنت الآن في أحد أعمال الحج وهو الوقوف في مزدلفة بعد عرفة وقبل منى.
    ثم إذا اكتفينا بهذا القدر من وصف الحال وغضضنا النظر عن باقي الآفات؛ فإننا نجد هذا لوحده يكفي لأن نتصوَّر كيف سيكون حال الحاج عندما ينطلق فجراً من مزدلفة إلى الجمرات.
    وتعالَ أيضاً قف بعض الشيء على هذا الطريق الممتد الذي على الحاج أن يقطعه من مزدلفة إلى منى للجمرات؛ حيث يجب على الحاج أن يقطع مسافة ما يقارب خمسة كيلو متراً أو أكثر من مزدلفة إلى منى إلى جمرة العقبة الكبرى إن كنت ممن جلس في بدايات مزدلفة، يقطع هذه المسافة الممتدة كلها ماشياً على قدميه في طريق ضيِّق مزدحم مكتظ بالحجاج، مع لحاظ كون هذا الطريق في وسط الصحراء وليس مزوداً حتى بحفيات ماء الشرب ويمتلئ في حوافه وأطرافه بالمستنقعات القذرة والروائح المنفرة والميكروبات والجراثيم الفاتكة.
    عندها يجد الحاج نفسه محاطاً بسهام الموت أو سهام المرض لا محالة؛ لذا لا تكاد تجد حاجاً يعود من الحج دون أن يصاب بالمرض.

    ● هل هذا سيدنا سبب وسر عودة الحاج مريضاً من الحج كما نرى أحوال الحجاج بعد عودتهم من الحج في كل عام؟

    بلا شك؛ هذا أحد أكبر وأهم الأسباب، بل قد نقول بأن هذه الأمور تشكِّل مجموع وكل العلل والأسباب الجعلية عدا ما لو اتصلت بها الظروف الجسمانية أو النفسانية أو المناخية الطبيعية، كما لو وجِدَتْ رطوبة مثلاً أو أمطار وما شابه.
    ويكفي هذا الطريق حيث تكون محاطاً بعدة عوامل خطيرة جداً على حياتك وصحتك ونشاطك، فالحاج يكون بذلك انطلق في هذه الطريق الطويلة ليقطع هذه المسافة الكبيرة المزدحمة وبظرفها المزبور بعد هلاك ودون تزوُّد بالطاقة مع ما يعاوره من النعاس الشديد، فهو في هذا الطريق محاط بالعطش والجوع والنعاس والزحام والمياه الوسخة والروائح القذرة والأوبئة وحر القيظ، وبعد لحظات بسيطة تنتظره أشد الآلام وأم الآلام بذلك الظرف التي هي حرارة الشمس الطالعة التي ستسطع وستشتد فوق رأسه المكشوف وعلى جسده المغطى بإحرام الحج اللامَخيط، كل ذلك دون ما لو لاحظنا صعوبة الحال على إخواننا السنة من التعب الأكثر؛ باعتبارهم يحرم عندهم حج التمتع، حيث أن حج التمتع الذي يُحل فيه ويُتمتَّع بالعمرة إلى الحج هو أحد المتعتين اللتين حرمهما الخليفة الثاني عمر؛ فالعمرة لا تكون إلا بالمتعة وهي الإحلال والتمتع بما يتمتع به الـمُحِلُّون من الثياب والطيب والنساء وغير ذلك إلى يوم التروية ثم يجدد عند ذلك الإحرام للحج، فأَمَرَ الخليفة الثاني عمر الناس أن يحجوا حجاً مفرداً، مَن ساق الهدي ومَن لم يسق، ونهاهم عن التمتع بالعمرة؛ وهذا بالتالي ضاعف على إخواننا السنة عناء حدث منى أكثر منا.

    ● سماحة السيد هل هذا الوضع من الحج مزمع في الإسلام بهذا الشكل من الله أم هو أذى منه للعباد؟

    في الحقيقة إنّها بلا ريب هي من جهة دروس إلهية، تربيك على الشعور بالأنبياء والأوصياء والفقراء والتكافل والمواساة والمساواة والتفكر في أهوال القبر والقيامة يوم الفزع الأكبر والسلوك والتهذيب والترويض، كما أن هذه هي طبيعة الحج الذي هو فرع من فروع الدين الكبرى، فهو مبني على المشقة، سيما وأنه فريضة واجبة لمرة واحدة في عمر الإنسان، ومنزلتها كبيرة جداً في الدين ومسيرة الأديان الإلهية وسيرة الأنبياء والأوصياء، ولها من المعاني الغزيرة ما يبرز بالتأمل والتدبر، سواء العبادية أو السياسية، لكن أيضاً من الجهة الأخرى فإنّ الله تعالى فرض الحج على عباده رحمة بهم، وما فرضه عليهم بهذا النحو العَسِر والحَرِج، سيما في ظل التطور والتقدم وتوفُّر الإمكانيات وتواجد المقدرة، لدرجة أنه عز وجل اعتبر عدم تخلية السِّرِب وعدم أمن الطريق مانعاً من موانع الاستطاعة، وحَكَم بعدم تحقق الاستطاعة على المكلَّف ولم يوجِّه له التكليف به، بل اعتبر حَجَّه باطلاً إن قام به دون الاستطاعة الشرعية، كما سهل على الضعفاء بالرمي ليلاً وفقما بينا، وغير ذلك من الأمثلة؛ فهذان المثالان البسيطان العابران يدلان على عطف الله ولطفه بعباده، وأنه إنما جعل هذه الشعيرة العظمى رحمةً بهم لا فتكاً بهم كما يشتبه البعض أو يحلو للبعض أن يبرر مشاق الحج على الناس بصورته العسيرة وقد المسببة للنفور لدى البعض، سيما كبار السن والمرضى الذين يتواجدون هنالك لأداء فريضة الإسلام الواجبة، وهو سبحانه القائل:
    {وما جَعَلَ عليكُمْ في الدِّينِ مِن حَرَج، مِلَّةَ أبيكُم إبراهيم}، وقال صريحاً رفيقاً رقيقاً: {ورحمتي وسِعَتْ كلَّ شيء}، وقال واصفاً نفسه متجلياً في قدسه: {وربُّك الغنيُّ ذو الرحمة}، وقال مستبشراً ومبشِّراً: {قل بفضل اللهِ وبرحمتِه فبذلك فليَفْرَحوا}؛ قال بعض المفسرين يعني القرآن. وقال سبحانه متعهداً بنفسه على جبروت نفسه:
    {كَتَبَ ربُّكم على نفْسِه الرحمة}، وقال واصفاً لحقيقة المسلم الحقيقي: {وجَعلنا في قلوبِ الذينَ اتَّبَعوه رأفة ورحمة} والعادل الواصف لعباده بالحسن المريد ذلك منهم يَلْزم أن يتصف بالصفة قبلهم وأن يستقيم عليها، وهو كذلك تبارك ذِكره، وجعَلَ من صفة عباده المؤمنين مثيل صفته على أنهم رحماء متراحِمون؛ فهذا إذاً دين الرفق والرحمة والتراحم، كيف لا وهو الذي أقام أحكامه على القاعدة الكُلِّية المتفقة بين جميع الفقهاء الناصَّة على (لا ضرر ولا ضِرار) وحرمة ذلك في النفس أو الغير بما لم ينزل به سبحانه من سلطان على صعيد المشاق المقرَّرة والممضاة منه تقدَّستْ أسماؤه.
    فأنت كشاب قد تتحمل هذه الآلام وتُمَيِّلها لصالح تهذيب النفس والذكرى والتفكُّر، ولكن الضعفاء والمرضى لا يستطيعون تحمل هذه الأعباء والآلام والأوجاع والمهالك والعذابات. وإن كنت أكاد أجزم بأن لذائذ الحج الكثيرة والعظيمة تدفع بالشوق إليه في كل عام رغم ما يحمله من الصفة الحالية، لكن هذا لا يبرر المشكلات القائمة المفتقرة للتدارك والإصلاح، سيما وأنها ليست مشكلات بذلك المستوى الممتنع عن الإصلاح والتدارك المرحلي السريع في بلادنا الغنية بالموارد الهائلة والثروات الكبرى، وهو كما ترى وظيفة المسؤولين الذين وضعهم ولي الأمر لخدمة ضيوف الله وتذليل الصعوبات عليهم.

    ● وكيف وقعت الحادثة سيدنا العزيز؟

    ونحن في هذا المسير الحافل بالحجيج المسلمين والمؤمنين في حال التوجه من مزدلفة إلى منى، وبعد الخروج من حدود مزدلفة والدخول في منى بمسافة فجأة وإذا بذلك الطريق الضيِّق قد أُغلِق، وتمَّ تفويج الحجيج من طريق فرعي آخر، حيث أُدْخِلنا من نفق ضيق له باب ضيق صغير، يبدأ النفق بدرج منحدِر للنزول للطريق الفرعي، مما سبب اصطكاكاً وازدحاماً وتدافعاً شديداً عند الباب، وهكذا أصبح الحجاج بأعداد كبيرة جداً يسيرون في الطريق الفرعي، والذي هو عبارة عن طريق داخل مخيمات منى وليس طريقاً رئيسياً، وكان من المفترض أن يستوعب هذا الطريق البديل الأضيق هذه الأعداد الحاشدة والسيل الكبير من الناس، شيوخاً وصغاراً، أصحاء ومرضى، نساء ورجالاً، كما لم يكن في هذه الطريق مخارج طوارئ إلا نادراً وبشكل متباعد جداً، كما كان الطريق محاطاً من جانبيه بسور حديدي محْكَم كالطوق أو السجن في ظل كونه طريقاً للمخيمات بما يناسبها وليس لتفويج الحجيج بما يناسبه، مضافاً إلى أن الحجاج الذين وصلوا سابقاً للجمرة وانتهوا من رميها أصبحوا يعودون عكس الاتجاه من نفس هذا الطريق للذهاب لمخيماتهم إذ لا طريق لهم غيره، وفي ظل هذه الأحوال من التعب وزيادته بالتدافع والاصطكاك وأشعة الشمس الحارقة فجأة أصبح المسير متعسراً وغير ممكن وممتنع، ومعلوم أن مسيرة الحجاج بعددها الضخم الهائل تشكِّل سيلاً جارفاً، بحيث لو أعقت مسير السيل فإنه يسبب كوارث خطرة أقل نتائجها أن تبدأ بالسَّحق والدهس والموت؛ وهذا عين ما حصل.

    ● كيف كان حالكم سيدنا العزيز في ظل تلك الظروف؟

    في ظل تلك الظروف لا يمكنك الهروب أو الفرار؛ لأنك تكون محاطاً من كل جانب بالناس المحاطين بدورهم بالأسوار، حيث لا يوجد موطئ قدم فارغ لتنتقل إليه فضلاً عن أن تتحرك لمسافة بسيطة تخلصك من محنة الظرف وخطره الفتاك القائم على التدافع الشديد جداً، أو حتى مجرد القدرة على التنفس واستنشاق الأكسجين، فهنا السقوط أو عدم التماسك ولو لوهلة خاطفة يعني الموت الذريع لا محالة، لكنه من حُسن الحظ أنني في بداية حصول بوادر حالة الاصطكاك شعرت بالتعب الشديد والإنهاك بفعل الوضع المضني الطويل والمستمر، فأخبرت أحد الإخوة الذين معنا بأني سأعتزل إلى جانب الطريق لعلي أجد مَنفذاً للتوقف والاستراحة قليلاً والسير بما يليق بالحج ثم الالتقاء بهم في الجمرات فيما بعد؛ فاعتزلتهم محاولاً اللجوء إلى الجنب بصعوبة بالغة وعُسر، فلم أتمكن من ذلك إلا بالمقدار اليسير تجنباً للتدافع والإيذاء باعتبار أيضاً ضميمة العابرين بعكس الاتجاه كانوا يحتلون السير من الجانب، وهنا بدأ التساقط الحاد والدهس والسحق بين صفوف الحجيج والنساء والكبار والضعفاء والصغار والشبان في حالة سقوط متتابع، فتمكنت في لحظة عصيبة خاطفة من الإمساك بأحد الأعمدة التابعة لأسوار الخيام التي على الجانب بعد عسر بليغ انقطع على إثره نعلي وذهب لباس إحرامي الأعلى فبقيت حافياً وبإزارٍ فقط، فصعدت على السور بعناء بالغ جداً في ظل طلب الناس للفرار من الهلاك، وبمجرد أن صعدت وإذا بالموت المتسارع يلوح في الأفق، وما هي إلا لحظات بسيطة جداً وإذا بالناس تتجرع الموت بالجملة زُرافاتٍ زرافات، فمنهم من يموت سحقاً ومنهم من يصعد على أعمدة السور فلا يقاوِم من شدة التعب أو الضعف فيسقط من الإرهاق ويموت، ومنهم من تَدخل أعمدة السور الحديدية في أبدنهم، ومنهم من يسقط في مطابخ الخيام تحت أفران الزيت الحار، ومنهم من يهوي من أعلى الخيام إلى الأرض، ومنهم من يسقط على غيره من أعلى، ومنهم من تصعقه الكهرباء بسبب اندلاع الماء في الخيام في كل صوب وجانب، ومنهم من يسقط بضرب عمال الخيام لهم بالعصي خوفاً منهم على خيامهم والغِذاء الذي فيها! حتى بدأ الناس يخترقون السور بالتسلق من استطاع بتحمل مرارة ذلك، والهجوم الجماعي على الماء والطعام داخل الخيام دون شعور بصورة مثَّلَت مجاعة كبرى وعظيمة هائلة لم أشاهد مثلها أبداً.
    ولقد رأت عيني من مناظر الموت ما لا يمكن وصفه أبداً؛ لقد أصبح الناس عرايا، وسقطت عن الحجيج ألبسة الإحرام، وجرت الدماء على الأجساد، ومات الأطفال والشبان والشيوخ والنساء، لقد قضوا على أسوأ الأحوال بعد عذاب مروّع مرير وأليم مروا به.
    فما نالني من الأذى لا يقاس بما نال الكثير الكثير من إخواني المسلمين.

    ● هل نفهم من ذلك سماحة السيد أنكم تعرضتم لإصابات أيضاً؟

    تعرضت لمجموعة إصابات في الخصر والركبة والأكتاف وغير ذلك، سيما بعد الصعود على الجانب وتدفُّق الحجاج للأعلى وحصول الانزلاقات فوق الخيام من فوق رؤوسنا وإحاطتنا بغاز وكهرباء الخيام ومطابخها المطلة من خلف السور على الطريق الذي فيه الحجاج، وكذا فقدتُ الحقيبة التي كانت بحوزتي، كما تعرض مجموعة من الرفاق للضرر؛ فالبعض تعرض للإغماء والبعض تعرض لشدود ورضوض بليغة كصاحبنا الأخ العزيز أبو محمود من أهالي سنابس، حيث كنت أنا وهو في المشفى معاً، وكذلك قريبنا العزيز الأخ الحاج عبد العزيز بن عيسى بن إبراهيم الربح. مضافاً لبعض الإخوة المفقودين ممن كانوا مع الحملات الأخرى؛ كالحاج جواد السعيد والحاج عبد الله آل إبراهيم والحاج السيد مرتضى الأسعد.

    ● هل كان قريبكم عبد العزيز معكم؟ وما هي أموره الآن وما الذي حصل له؟

    نعم؛ كان الأخ عبد العزيز معنا، وهو من أنسابنا من جهة أم أبي، وقد كان بالتحديد يمشي بجواري، وكنا نتحدث معاً خلال الطريق وكنت ألتقط له بعض الصور في بداية السير قبل وقوع الحدث، لكنه بعد ذلك فُقِد، ولم نعد نعرف عن أموره أي شيء إلى الآن، فهو من المفقودين، لا أثر له في المستشفيات ولا غيرها إلى هذا الوقت الذي أحدثك فيه. كما أن هنالك شهداء من المنطقة أيضاً، منهم بعض من كان في تفجير مسجد الإمام علي عليه الصلاة والسلام.

    ● كيف كان حال النساء سيدنا لا سيما وأن الأنثى ضعيفة ولا تتحمل مثل هذا الوضع الواقعة فيه؟ فهي لا تتمكن من الاستعانة بالأعمدة الحديدية والصعود فوق المخيمات والسور؟

    بحمد الله تعالى أنّ الاختيار وقع على جعل النساء يرمين الجمرات في ليلة مزدلفة وليس في صباحها، وإلا لو تواجدن في الموقع فإنّ الكارثة ستلتهمهن وستكون أوسع بكثير، ولكن الكثير من إخواننا السنة والمسلمين القادمين من خارج البلاد –سيما الشعوب الأفريقية ومنها مصر والسودان- ممن ليست لديهم برامج تفريد أو مقدرة مالية على تصريف وترحيل النساء في الليل إلى الجمرات قد سارت نساؤهم معهم في صبيحة العاشر؛ مما نتج عنه وقوع الكثيرات منهن في متاهات المأزق ومرارته بما لا أستطيع وصفه باعتبار حساسية جسد المرأة ومراعاة لمشاعر المؤمنين، وإن كان بحمد الله تعالى استطاعت بعض النسوة نجدة نفسها والتعلق بالأسوار وصعودها ولو بكلفة ومشقة زائدة في ظل السعي لعونهن قدر الإمكان، مع ما نال بعضهن من مآزق لا تقبل الوصف، بينما الكثيرات منهن لم يحالفهن الحظ ولم يقدرن على الصعود والفرار بتاتاً.

    ● سيدنا الجليل ما مدى صحة ما يتناقل من أن أحد المسؤولين كان عابراً بموكب في مركبات في تلك اللحظة، وأن هذا الفعل كان هو سبب كل ما جرى من تغيير طريق الحجاج ومن ثم الموت الكثير في صفوفهم ووقوع أعداد كبيرة من الجرحى والحالات الخطيرة؟

    لست أَقْدر على الجزم بهذه الأنباء، فالتحقيق فيها مسؤولية وواجب أجهزة الدولة ومحط متابعة ولي الأمر، فلا يمكنني التكلم بما لا علم لي به ولا مجرَّد الادعاء عن غير بيّنة؛ ذلك باعتبار تواجدنا في الخلف وعدم رؤية ما يحصل في الأمام، ولكن الحتمي الذي عليه علامات استفهام ملحّة هو المفاجأة القاصمة بتغيير المسار، وتبديل الطريق الضيق بإغلاقه لتحويل الحجاج إلى الطريق الفرعي بما له من الوصف المتقدم؛ فهذا الحاصل المريب الذي أسفر عنه سقوط آلاف الجرحى وزهق للأرواح المحترمة والنفوس الإيمانية بعين الله بعد مرارة فادحة والخسائر الكبيرة يحتاج للتحقيق فيه بعزم صارم وتدارك مساوئه قدر ما أمكن الحال أمام الله عز ذِكره وأمام الضحايا وذويهم، عساه يسد ولو شيئاً من الألم والوجع الذي لا زال متكبداً في النفوس المتفجعة مما عاينَتْ ووجدَت.

    ● وهل حاولتم سماحة السيد الاتصال بأي جهة مسؤولة في تلك الحال المأساوية؟

    بالنسبة لي كان جهازي قد نفذت بطاريته؛ باعتبار مكوثنا المتواصل من ليلة التاسع في عرفة ثم مزدلفة، وعدم وجود مصادر كهرباء للشحن، فلم أتمكن من التواصل مع أحد، وهذا نفسه الذي أتوقعه حصل للأخ عبد العزيز؛ إذ أتوقع أنه هو الآخر لم يتمكن من إخبار أحد بأمره في آخر اللحظات لعدم توفر بطارية في جهازه، فلو كان لديه جهاز يعمل لربما استطاع أن يخبرنا بما يجري عليه عسى أن نتمكن من فعل شيء رغم استحالة ذلك، أو على الأقل المعرفة بخبره ووضعه بدل خفاء الأمر فيه إلى الساعة.
    لكن بعض الحجاج الذين حولي بادروا بالاتصال مكرراً لجهات الطوارئ أو ذويهم أو المقاولين أو بعض المسؤولين وطلب الغوث عدة مرات وبشكل متتابع، كما أنه من المتوقع جداً أن الكثير من الحجاج في الجوانب الأخرى فعلوا ذلك، فضلاً عن طائرات الهيلوكبتر التي كانت تحلق باستمرار في سماء عرفة ومزدلفة وتراقب الوضع.

    ● وهل وجدتم تفاعلاً معكم من جانب الطوارئ؟

    لا أدري هل أجابوهم بشيء أم لا، فقد كنا ومجموعة من الحجاج منشغلين بالسعي في إنقاذ أكبر عدد ممكن بجلب الماء وإلقائه إلى الذين في قارعة الطريق في حالة الهلاك وإنعاش من به شيء من رمق وعمل إسعافات أولية بالتنفس الصناعي لفاقدي الأنفاس وترشيح المغمى عليهم قبل وقوعهم بالدهس أو صعق الكهرباء أو إحراق الغاز، وغير ذلك مما هو واجب إنسانياً ودينياً.
    هذا؛ ويجدر بالذكر أن أقف وقفة اعتزاز كبيرة لما رأيته من بعض الحجاج الأوربيين، حيث كان بجانبنا حاجاً أوروبياً نجا مثلنا بنفس الطريقة، وكانت قصته أنه بعد أن تمكنت أنا من الصعود بأعجوبة لأعلى السور وجدته بعد ذلك بلحظات كان يحاول الصعود وهو بلا لباس حيث سقط إحرامه فبقي عارياً، فمدَّ أحد القريبين على السور يده له وأنجده بسحبه للأعلى، وأعطاه آخر القطعة الثانية من الإحرام الذي عليه، فغطى الأوروبي عورته، فأعطاه شخص ماءً فشربه، فقام رغم شدة الإنهاك الذي يعانيه يغيث الحجيج، ويكسر الثلج من الفريزرات والثلاجات ويضعه في إناء ويسكب عليه ماء الحنفية ويسقي الساقطين على الأرض المقاربين للموت ويروِّح عليهم بقطعة لدفع الهواء إليهم والتبريد على أجسامهم، دون أن يبالي بهذا أسود أم أبيض، عجوز أم شاب، رجل أم امرأة، سيء الرائحة أم به دم، فكان يغيث الجميع على السواء، رغم أنه شاب أبيض أشقر حَسن الطلعة، لقد بقي هكذا يفعل نشِطاً مُجِدّاً في الغوث لمدة طويلة مما أجهشني بالفرح والسرور أن رأيت معنا مثل هذا الإنسان العظيم.
    وهكذا لا أتجاوز إلا أن أذكر أحد الحجاج المصريين كان بجانبنا وقد سقط رجل شاب يظهر عليه أنه من الدنمارك، سقط بين حاجزين حديديين كالحفرة الحديدية وذهبت أنفاسه وأخذ يحتضر، فكان المصري أقرب إليه، وكانت حَرمه معه في الأعلى، فقلتُ له أن يهبوط إليه رغم صعوبة ذلك وعدم وجود مجال لضيق الحفرة التي وقع فيها بين أسوار الخيام ورغم وجود حرمه معه في موضع أعلى السور ورغم احتمالية سقوط أي شخص من الأعلى فوقه، فأطاع مباشرة ونزل إليه متحملاً المخاطر، فكنت ألقي إليه بعض الورق الخشن لجلب الهواء إلى الشاب وألقي إليه الماء ليبل جسد الشاب الملتهب عساه يحفظ حياته ببصيص من أمل، وأُعلّمه كيف يعمل له تنفساً فموياً، وهو يستجيب ويفعل بكل محبة، حتى بقي ساعة يُرَوِّح عليه بقطعة ويسقيه الماء على رغم فقد الأمل بحياته وبروز الزبد على فمه. كما كان من بعض الإخوة الأفارقة أفعال شهمة ونبيلة رائعة لا يسمح ضيق الوقت للأسف باستعراضها، فهذه بعض المشاهد البارعة في المشهد المشرِّف.
    بينما الصورة في المشهد السيء المقابل للأسف كانت مأساوية أخلاقياً وإنسانياً ودينياً؛ فقد كان البعض يفكر فقط بنجاة ذاته، لدرجة أن أحدهم داس بقدمه على رأس امرأة عجوز يَظهر بأنها ميتة، كل ذلك ليخرج من المأزق ويتمكن من القفز والنجاة! فهو وإن كانت فِعلته سليمة فيما لو اعتبرنا تلك العجوز ميتة حقيقةً باعتبار وجوب حفظ النفس الحية لو استلزم الهتك بهذا القدر في حق الميت، ولكنه من أين لك اليقين بأنها ميتة وأنت حتى لم تتكشف على حال حياتها لتحصيل اليقين؟ إذ لربما كانت مغمىً عليها فحسب، فتكون السبب ربما بموتها أو على الأقل إصابتها، وهنا أسأل:
    ماذا لو كانت تلك العجوز أمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك أو إحدى العزيزات عليك؟ هل كنت تتقبل ذلك أم تجده خطأً كبيراً لا يستساغ وفعلاً شنيعاً قبيحاً لا يبرَّر؟
    لتعرف الحق أجب على هذا الاستفهام تَعرف الصواب. ولاحظ أن كل المسلمين إخوتك وأخواتك، بل كل من يمتلك حس الإنسانية أسود كان أم أبيض، عربياً كان أم أعجمياً؛ فهذه أخلاق الإسلام الذي تنتمي إليه، وعليك إذا انتميت للإسلام أن تعمل بأخلاقه التي تعهدت بها ضمن اعتناقك إياه؛ إذ ليس الإسلام فراغاً وشكلاً وصورة، إنما الإسلام منظومة قيَميّة وتعاليم، ولا يكون المرء مسلماً إلا بصدق مفاهيمه في سلوكه وأفعاله.
    وهكذا كان البعض يشرب الماء تلو الماء رغم وجود من هو أشد عطشاً وظمأً منه، بل البعض كان يسكب ويريق الماء على جسده للتبريد وهو في كامل قوّته والحال أن هنالك من يكاد يفارق الحياة من شدة الظمأ، فكنت أُناوِش البعض وأشاجره بأن لا يمس قطرة واحدة من الماء مادام حاله بخير وليست لديه ضرورة ماسة وأن يشحذ همته لتوظيفها في خدمة الضعفاء والمحتاجين ولا يكتفي بالانزواء والمشاهدة، حتى كان البعض يشعر بقسوة التصرف معه.
    وأشد من ذلك من كانوا في بادئ الأمر من بعض عمال الخيمة التي كنا أعلاها يضربون الحجيج على الأسوار بالعصي المؤلمة دون رأفة ورفق خوفاً منهم على حطام الدنيا واسترخاصاً لأرواح المؤمنين، ولكنهم بحمد الله تعالى ارتدعوا بعد ذلك من أنفسهم بهدي منه عز وجل بعد أن شعروا بأن الهلاك جادٌّ وأن الحاصل حقيقة وليس مجرد سطو أو لهو، فتحولوا إلى العكس النقيض تماماً، وعملوا بسخاء ينصرون الحجيج ويقدمون لهم العون على أفضل ما يكون ويقدمون لهم الماء والأغذية بسخاء كبير، وسبحان الله أن تجد من الدروس المنيرة الشيء الكثير والعظيم في تلك الساعة الحافلة بالمواعظ، حيث جاءت صعقة كهرباء فوقعت على خصوص العمال الذين كانوا سابقاً يضربون الحجاج الصاعدين على سور خيمتهم، وكانت الصعقة بعد رشدهم واستهدائهم، ولكن هذا هو عدل المَلِك الجبار تبارك وتعالى يأبى إلا أن يحل على أرضه مهما كان، وله عز ذِكره الحكمة والتدبير والتقدير والتعليم والتدريس.
    لقد كانت تلك الأحداث امتحاناً للذات بكل معنى الكلمة، لقد كانت امتحاناً للإرادات الذاتية، وقد غَبطتُ فيه من كان أحسن مني، ويكاد لا يفارقني الخجل في نفسي أبداً أن كان ذلك الأوروبي وذلك المصري وبعض الأفارقة أفضل وأحسن بلاءً وعملاً مني بأضعاف المرات والدرجات، وإني أعتذر إلى الله وإلى إخواني المسلمين، فقد مضى الامتحان وبقيتِ الحسرة في هذه النفس الحقيرة المقصِّرة.

    ● جميل، ومتى جاءت النجدة سيدنا؟

    جاءت بعد ما يقارب الساعة أو ساعة ونصف أو ساعتين، لا أكاد أعرف الوقت لانشغال النفس، ولكن الذي أستيقنُ به أنها جاءت بعد أن هلك من هلك وجرت الأحداث المروعة والمناظر الرهيبة وشارفَتْ على الانتهاء.
    أقول: إنّ الألم النفسي من مشاهدة تلك المناظر المأساوية والمروعة الأليمة بمختلف صنوفها أشد بكثير من الموت ومفارقة الحياة، وإنني لا أستبعد ابداً أن يصاب الكثير من الناس الناجين بحالات اكتئاب وأمراض نفسانية عسيرة تصحبهم لفترات طويلة بفعل ما رأوه بأعينهم وعاينوه بحسّهم مباشرة.

    ● وهل تمكنتم سيدنا العزيز بعد ذلك من أداء أعمال حج ذلك اليوم؟

    نعم؛ بفضل الله تعالى ومَنّه بعد أن جاءت الجهات المسؤولة وقامت بوضع مراوح تبريد ضخمة جوالة وإسعاف الناس ورفع جثث الموتى وبعد عناء ممتد لوقت طويل تمكنتُ بعد ذلك من اتخاذ القرار أنا وأحد الإخوة الحجاج المصريين بالذهاب إلى الجمرات ومواصلة الطريق من فوق الخيام رغم الانزلاقات الخطيرة جداً التي وقعت لنا طوال السير عليها وعدم توفر جسور بين الخيام إلا ما وضعه الناجون لأنفسهم من الأعمدة الحديدية المدوَّرة الرقيقة الحارقة الخطرة والغير ثابتة، ثم استطعنا بعد مسافة من ذلك النزول على الأرض.
    ثمَّ؛ وبينما أنا وأخي المصري نسير وإذا بنا نرى مجموعة من رجال الأمن والطوارئ قد أحاطوا بشاب أجنبي محْرِم قبضوا عليه، فلما سألْنا عن السبب قيل لنا بأنه يسرق أجهزة وجوالات الحجاج الميتين!
    هذا؛ والغريب أننا عندما وصلنا إلى الجمرة الكبرى وجدت الحجاج هناك لا يعلمون بشيء من الحدث، مما يعني أن العدد الكبير جداً الذي أُحْرِف إلى الطريق الفرعي هلكوا بين مصاب أو في حالة خطرة جداً أو شهيد.

    ● كم تقدِّر العدد سيدنا كشاهد عيان مباشر؟

    أقدِّره حسبما عاينت في تلك الحال بالآلاف بما قد يصل إلى ثلاثة آلاف من الموتى، أو قد أكثر، وأما المصابين فحتماً أكثر من ذلك، والله العالم بالمقدار، فالعدد يُستوفى من إحصاء الجهات المختصة بعد الفرز النهائي الذي لا أظنه للآن ممكن بفعل تتالي الموت في المصابين لهذه اللحظة ووجود المفقودين الذين لا يُعْلَم عن حالهم شيءٌ.

    ● إنا لله وإنا إليه راجعون، كلمة أخيرة سماحة السيد العزيز لننتقل معكم إلى الجزء الثاني من هذا اللقاء الطيب والمبارك، والحمد لله على سلامتكم، ونسأل الله لكم الشفاء.

    أسأل الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل وأن يرد كل مفقود ويعظم أجور أهليهم ويسلي قلوب ذوي الشهداء في سبيله القدسي الأعظم بفضله وكرمه بعدما ناله هؤلاء من غفران الذنوب بعد إدراكهم عرفة ومزدلفة وحُسن الخاتمة في ساحة الله وحرم الله وضيافة الله وموطئ أقدام أنبياء الله وأوليائه والصالحين وجلالة الموضع الأقدس وأن يعوضهم عن ذلك بالكرامة والفضل الذي لا يحصى مدده ولا حد لأمده وينيلهم المفاز الأكبر يوم المحشر.
    كما أدعو الإخوة المسؤولين بأن يكونوا على قدر المسؤولية الجسيمة أمام الله تعالى، فهذه الأفئدة من الناس ضيوف الله هوت إليه قد وفدوا عليه من كل صوب ليرزقهم من فضله وثمره، وحق ضيوف الله المؤمنين الكرامة وحرمتهم أعظم من حق وحرمة البيت والكعبة، فعلى كل من تسلّم زمام المسؤولية أن يكون بقدر هذا الواجب بعد تحمله لعباد الجبار في عنقه أمامه عز وجل، وإن كنا لا ننكر صعوبة الأمر والضبط في ظل صعوبة المهمة وتعقيدها، إلا أن التقصير لا يمكن التنكر له، وشر من الخطيئة عدم الاعتراف بها، فنحن هنا لسنا في موضع التلاوم والتقاذف، وإنما في موقع البناء والإلفات والنصح والدعوة لصالح الأمور عملاً بأمر الله تعالى من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نسأل الله تعالى للجميع الوعي والتوفيق والسلامة، وأن يرزقنا حج بيته الحرام في كل عام على حالٍ أحسن من هذه الحال.
    هذا؛ وعلى الحجاج أن يتوخوا الخشوع والرقي في حجهم لدى الطواف أو السعي أو غير ذلك من مراحل الحج من يوم التروية إلى آخر لحظات النفرة من منى؛ فالعجلة والتدافع يسلبان الرحمة والتوفيق بما يوَلِّدان من اصطكاك وإيذاء للآخرين سيما النساء والشيوخ والضعفاء، فعلى الحاج أن يعبر مراحل حجه متواضعاً مؤْثِراً على نفسه سخياً متدبراً لينال البركة والقَبول والفوز والنصر وينجز حجه على خير وجه، وهذا على العكس تماماً من التسرع والاشتداد في أداء العمل؛ إذ العجلة من الشيطان ولا تُسْفِر إلا عما هو مشين من الإهلاك والهلاك والخسران، ناهيك عن إثم إيذاء العباد وسلبه رضا الله واستيجابه البُعد عنه عز وجل، مضافاً إلى أن مجرَّد ذلك قد ينتهي لموت أحد بسببك فتكون قاتلاً للنفس المحترمة ومجرماً جانياً في حرم الله الحرام الأقدس بدل أن تكون حاجاً متقرباً، أو قد ينتهي ذلك بإهلاك الغير بتراكم الفعل فتكون شريكاً في الإيذاء والقتل والهتك للحرمات فتحل عليك لعنة الله وغضبه وتعم بشرك غيرك بما قد يشمل الجميع؛ فإنّ التعجل والتدافع هما أيضاً أحد أسباب وقوع الحادثة وتَضاعُف آثارها؛ لذا كان لابد للحاج من مراقبة نفسه وترويضها وأن يكون في صفته صورة راقية وجميلة يمثل بها الإسلام والمسلمين في أعلى أمثلة الأخلاق والعون والمُثُل والإيثار والبِر والعبودية لله والاستفادة من معاني هذه العبادة الغراء، لا أن يكون في صفته صورة سيئة قبيحة مشوِّهة لسمعة الدين والمسلمين ومجرَّد ممارسٍ لطقوسٍ هي في شكلها لله وفي مضمونها عبودية للهوى والجهل والعماء والشيطان الرجيم الذي يصير إلى رميه بحصياته، فالعبد بمَعيّة رميه للوسواس الخنّاس عدة مرات في الجمرات إنما يرمي أيضاً الجهل والعماء وهواه ونفسه الأمارة وجميع الأخلاقيات والسجايا الذميمة التي تكتنفها ذاته، أسأله الله تعالى الهِداية والقَبول والتوفيق لي ولإخواني جميعاً، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق المبعوث رحمة للعالمين وآله الميامين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ● وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شكراً لكم سماحة السيد أمين حبيب السعيدي على استجابتكم وما أفدتم من فوائد نيرة ونافعة.

    العفو، وفقكم الله لكل فضيلة، وبارك مجهودكم على أحسن ما يكون، وأسألكم الدعاء.

    وقع الحوار بذي الحجة من سنة 1436هـ

    ترقبوا الجزء الثاني من هذا الحوار قريباً إن شاء الله تعالى
    وفيما يلي بعض التصاوير للحادثة

     

    * * *

    صورة حديثة من طريق منى زودنا بها سماحة السيد لقريبه المفقود الأخ العزيز الحاج عبد العزيز الربح أعاده الله سالماً عاجلاً غير آجل لأولاده وأهله وأحبائه:

    كانت الأمور في بداية النفرة من مزدلفة بعد دخول حدود منى هكذا:

    ثم تحولت الأمور في الأخير إلى هكذا:

     * * *

    ونعتذر عن عدم عرض باقي المرفقات لظهور أجساد الموتى فوق بعضهم البعض وكذا ظهور عورات الكثير من الحجاج فيها نساء ورجال

    للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا
    تعليق و نقاش

    لن يتم نشر بريدك الإلكتروني و تعبئته غير إلزامية | يتم وضع علامة نجمة * في الحقول التي يجب تعبئتها فقط.

    موضوعات ذات صلة

    حكمة هذا الأسبوع 22 صفر 1433هــ (عربي فارسي انجليزي)

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    بدء التسجيل في الدراسات الحوزوية الإنترنتية مع جامعة المصطفى(ص) العالمية

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    متن در اینجا درج می شود

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    دورة علمية فلسفية مكثفة (للرجال) حول [إثبات الوجود الإلهي والإجابة عن الشبهات وتساؤلات النفْس حوله] – مع السيد أمين

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    صورة إحراز نصف الدين في ظل (عدم جواز التعدد للمرأة) و (عدم تحقيق الضوابط)

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    مواجهة وتأديب العسكري(ع) لمن انحرف من الشيعة ومتابعيهم – بقلم يا صاحب الزمان

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    الرسائل الفقهية ح16 آلية العلاج «المستخلَصات؛ اختلال الترتيب؛ اهتمامات المثقَف ..»

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    يوم الزهراء(ع) العالمي: «فاطمة فتاة جميلة ليست مغرورة» – بقلم يا صاحب الزمان

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    أسئلة متنوعة حول الصلاة متابعة و النية و دفع الفطرة عن المطلقة و …

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    مباحَثةندوة٢ لدورةالمعرفة؛ حقيقتها وتقسيماتها واتجاهاتها وأدواتها

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    14536

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    اقرأ عن فاطمة(ع) كلام المَراجع العظام في «السر المستودَع فيها» – بقلم يا صاحب الزمان

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    الكذب مع قصة نملة كُـذِّبــَـت

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    حكم وضع الساعدين إلى المرفقين على الارض أثناء السجود

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...
    أ- رسالة التطبير9 (لا أَتَكلَّم فيه بشيء)

    سماحة السيد أمين السعيدي يروي حادثة منى 1436هـ لقاء حواري مع سماحته أجراه وفرَّغَه ونقله للكتابة: أبو منصور الحافظ. مع المحتوى مرفقات فيديو الجزء الأول:- ● بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، وبعد.. نرحب بكم سماحة السيد ونشكركم لإتاحة الفرصة الكريمة لإجراء هذا الحوار مع جنابكم الموقر، والذي خُصص…

    المزید ...

    آخر المواضيع المنشورة

    صوتيات ومَرئيات ندوات ومحاضَرات ودورات ودروس وأدعیة وخُطَب السید أمین

    • 2:04 922
    • 0:44 913
    • 2:04 1,062

    خدمات مؤسَّسة اُولي العزم (ع) العلمية 2:04  تنزیل
    تأبين جدة سيدأمين «العابدة المسجِّن» حسينيةالغدير 0:44  تنزیل
    حلقة9«مسنونات الهلال ومستحباته» برنامج زبدةبحوث 00:00  تنزیل
    حلقة8 «مسائل فتوائية تثقیفیة في الهلال» برنامج زبدة 00:00  تنزیل
    حلقة7 «تتمةأدلةحجيةخصوص العين المجردة، ورد الأمم تطورت» 00:00  تنزیل
    حلقة6 «أدلة حجية خصوص العين المجردة في الاستهلال وتحديد التاريخ» 00:00  تنزیل
    حلقة5 «مشكلة وعلة الاختلاف بتحديد وسيلة الاستهلال والتاريخ ، وأدلة حجية الاستهلال بالآلة» 00:00  تنزیل
    حلقة4 «بالأدلة العلمية – أصل حُكم الظن بالهلال ويوم الشك» برنامج زبدة بحوث تحقيقية مبسطة 00:00  تنزیل
    حلقة3 «تتمة الأدلة العلمية على علامة ثبوت بداية الشهر ونهايته والهلال» 00:00  تنزیل
    حلقة2 «أدلة علامة ثبوت بداية الشهر ونهايته» برنامج زبدة بحوث تحقيقية مبسطة حول الاَهِلّة والتواريخ 00:00  تنزیل

    نصوص و مقالات

    أ- رسالة التطبير18 (تحقيق سند كِتاب منتخَب الطريحي لخبر نطْح زينب المَحْمَل) المزید
    أ- رسالة التطبير17 (تحقيق سند كِتاب نور عين الاسفراييني لخبر نطْح زينب المَحْمَل) المزید
    أ- رسالة التطبير16 (حقيقة كتاب أبي مخنف ونتيجة بحث المصدر الأول لخبر النطح) المزید
    رسالة التطبير15 (عقيدة أبي مخنف ومناقشتها/ سند ينابيع القندوزي لنَطْح زينب المَحْمَل) المزید
    رسالة التطبير14 (أبو مخنف لوط/ سند ينابيع القندوزي لنَطْح زينب المَحْمَل) المزید
    رسالة التطبير13 (تحقيق سند ينابيع القندوزي لخبر نَطْح زينب المَحْمَل) المزید
    رسالة التطبير12 (المَراجِع/ تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل) المزید
    رسالة التطبير11 (تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل/ المصادر) المزید
    أ- رسالة التطبير10 (الفصل الثاني: أدلة التطبير بالعنوان الأولي الصريح) المزید
    أ- رسالة التطبير9 (لا أَتَكلَّم فيه بشيء) المزید
    لماذا كلمات العلماء صعبة وجافة خلافاً للقرآن والروايات؟ المزید
    محدودية البحث والعلم والكتابة بين «الوهم والحقيقة» المزید
    المقياس المحْكَم والأمثل لتقييم أيّ بحث وتجربة وعمل المزید
    اُسس وضوابط الكتابة القصيرة المزید
    الرسائل الفقهية ح16 آلية العلاج «المستخلَصات؛ اختلال الترتيب؛ اهتمامات المثقَف ..» المزید
    الرسائل الفقهية ح15 آلية العلاج «معاناة المغتربين؛ النقص الكمي؛ الصعوبة والغموض» المزید
    الرسائل الفقهية ح14 آلية العلاج «المشوِّقات؛ إيجاد الأمراض؛ مجتمَع الرواية» المزید
    الرسائل الفقهية ح13 آلية العلاج «فصلُ القانون عن جوهره، والخلو من الدليل وأخلاق القانون – تاسعاً» المزید
    الرسائل الفقهية ح12 آلية العلاج «فصلُ القانون عن جوهره، والخلو من الدليل وأخلاق القانون – ثامناً» المزید
    الرسائل الفقهية ح11 آلية العلاج «على صعيد المشكلات: فصلُ القانون عن جوهره» المزید
    يوم الزهراء(ع) العالمي: «فاطمة فتاة جميلة ليست مغرورة» – بقلم يا صاحب الزمان المزید
    وقفات مع أقوال الإمام علي (ع) – بقلم مسار علي المزید
    الاستعداد الروحي لشهر رمضان – بقلم مسار علي المزید
    «لو لا فاطمة لما خُلِقتما» قراءة في السبب – بقلم أبي عبدالله المزید
    في حال الكسوف والخسوف .. صلاة الآيات لها عدة طرق منها هذه الطريقة المزید
    التشكيك في إمامة الجواد (ع) وأساليبه (ع) لتثبيت الاعتقاد بالإمامة – بقلم يا صاحب الزمان المزید
    سر علمي في اسم الهادي(ع) وبعض أروع كراماته ومعاجزه وأخباره بالمغَيَّبات – بقلم يا صاحب الزمان المزید
    إمامك الصادق(ع) يحكي لك ربط الإمام الحسين(ع) بسورة الفجر – بقلم يا صاحب الزمان المزید
    مناظر للإمام الكاظم(ع) مع المتربص به أبي يوسف – بقلم يا صاحب الزمان المزید
    مواقف وأسالبب الإمام الجواد(ع) تجاه المذاهب الفكرية في زمانه – بقلم يا صاحب الزمان المزید

    نصوص و مقالات

    دیوانیات الأسئلة المرسَلة للسید أمین وأجوبته علیها

    ديوانية الفلسفة والعقيدة (الأسئلة و الأجوبة)

    خرافة مصاحف ليلة القدر ? السائلة: السلام عليكم، عندي استفسار: كثرت بعض الرسايل ويقال انها على لسان الشيخ حسن زاده آملي اثناء رفع المصاحف تفتح على صفحه من القران وبعد الانتهاء تقرأها وتجد مقادير السنه كامله من خلال قراة الايات. هكذا المنشور الوارد في هذه الرسايل: [‏الطريقة الصحيحة 

    المزید »

    إشكال في شكر الخالق ووجْهُه بمصحِّح صُدور الفيض • السائل: السلام عليكم ورحمة الله سيدنا الغالي أرجو منكم إفادتي بخصوص التالي إشكال في لزوم شكر المنعم الله خلقنا لغاية وحتى يبقى هذا الخلق لابد له من مقومات البقاء والتي أوجدها الله في هذا الكون فكان لزاما على الله توفير هذه المقومات حتى تستطيع البشرية البقاء.

    المزید »

    لماذا كلمات العلماء صعبة وجافة خلافاً للقرآن والروايات؟ 👥 السائل: ⚫ في دورة عن أصول العقائد .. لاحظ أحد الأعزاء الملاحظة التالية: نلاحظ أن البيانات القرآنية والروائية أكثر وضوحا ودفئا من اللغة العلمية الصناعية ( كلامية وفلسفية ) .. فشتان – مثلا – بين قولهم : وحدة العمل والجزاء ، وقوله تعالى { ووجدوا ما.

    المزید »

    مسألة حول منشور يتداول في ظهور المهدي الجمعة بيوم القدر سنة١٤٣٦ ● السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير سؤال حول الموضوع المنتشر التالي: هل تعتقدون انه في هذا الشهر المبارك لان يوم ٢٣ من هذا الشهر يصادف ليلة جمعة وليلة من ليالي القدر [لبيك لبيك يامهدي الصيحة علامة حتمية :- ♦علامات سنة الظهور📝 �� أحداث شهر.

    المزید »

    بدعة التبريك بربيع الأول عن النار بخروج صَفَر مع تعليق سماحة السيد أمين السعيدي السائلة: ينتشر: [مبروك عليكم شهر ربيع الأول قال الرسول صلى الله عليه وآله: مَن يبارِك الناس بهذا الشهر الفضيل يحرم عليه النار … كل عام وأنتم بخير] قال رسول الله ص ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من.

    المزید »

      صلاةُ آخرِ أربعاء من «صَفَر» وأعمالُه ونحاسته 【روايات أربعاء لا تَدُور】-(2)- أحبتنا فيما يلي نضع بين أيديكم تتمة جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله على سؤال أحد المؤمنين، حيث: سأَل عن مدى صحة وشرعية (أعمال آخر أربعاء من شهر صفر، وأنه جاء في المأثور أنه ينزل في كل سنه 320 ألف بلية، كلها.

    المزید »

    صلاةُ آخرِ أربعاء من «صَفَر» وأعمالُه ونحاسته -(١)- مع تعليق سماحة السيد أمين السعيدي السائل: شاع منشور يتعلق بأعمال آخر أربعاء من صفر للتعوذ من نحوسته، نود سماحة السيد أمين إبداء النظر حوله، فقد قمتُ بنشره شخصياً مثل غيري ثم شككتُ في صحته، فإذا كان فيه خطأ فما هو تكليفي لتبرئة ذمتي والتكفير عما نشرته بين.

    المزید »

    【الغنيمة الباردة، وهل ذكر الأئمة الفصول كالكوامل ..؟】 السائل: سيدنا العزيز .. هل هناك روايات تتحدث عن فضل فصل من الفصول الأربعة .. أو أذكار لدخول فصل من الفصول أو انتهاءه .. أو هل ركز أهل البيت على هكذا أمور كما ركزوا على فضل الشهور والأذكار فيها؟ جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله: عليكم.

    المزید »

    ‏‫ [dropshadowbox align=”none” effect=”lifted-both” width=”900px” height=”” background_color=”#ffffff” border_width=”1″ border_color=”#dddddd” ]‏‫ كيف أحافظ على روحيتي ومكتسباتي من الحج؟ ● السائل: سؤال إلى سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله كيف يحافظ الحاج بعد تأدية مناسك الحج على الحالة الروحية والمعنوية والحالة السلوكية المنضبطة؟ كيف نجعل هذا الاثر منغرسا في الحاج لا يعتريه شياطن الانس والجن؟  وشكرا ◀ جواب.

    المزید »

    سؤال وجواب من قروب وتساب دورة إثبات الوجود الإلهي١٤٣٥هـ (القروب الرجالي) : 【العقول العشرة ومنطقية صدور «المادة» مِن «المجرَّد» في ظلِّ بدهيةِ عقلية (وجود خصائص الأثر في المؤثِّر)】 [dropshadowbox align=”center” effect=”lifted-both” width=”800px” height=”” background_color=”#fdfde4″ border_width=”1″ border_color=”#ffbe56″ ] ●  السائل:- السلام عليكم سيدنا لدي بعض الاستفسارات بخصوص العقول العشرة القائلون بها يستخدموها لنفي المادية عن الله.

    المزید »

    ديوانية الفقه (الأسئلة و الأجوبة)

    هل يجوز للبائع أن يبيع بقيمة متفاوتة أم يجب توحيدها؟ س/ السلام عليكم سيدنا هل يجوز لصاحب السلعة أن يبيع زيدا بسعر وعمرا بسعر آخر او يجب توحيد السعر؟ ج/ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بحد ذاته يجوز في الأحوال التي تكون فيها قيمة البيع مفسوحة للبائع من حيث الزيادة أو البيع بالأقل شريطة أن.

    المزید »

     ما هي أعمال العمرة كاملة؟ سؤال وجواب مع سماحة السيد أمين السعيدي • السائلة: السلام عليكم سيدنا ماهي أعمال العمرة كاملة لو تفضلتم سيدنا وفقنا الله وإياكم لزيارة بيته حجاج ومعتمرين. نقلد السيد السيستاني وفقكم الله سيدنا وأنار دربكم بالإيمان والتقوى • جواب السيد أمين السعيدي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تقبل الله أعمالكم أيُّ.

    المزید »

    المقدَّم حال التعارض بين طاعة الأم والزوج ● السائلة: السلام عليكم عندي سؤال: الواجب اطيع زوجي او امي؟ زوجي يمنعني من الزيارة وامي تريدني اطيعها واخدمها واني محتارة اطيع من ساعدني وشكراً ◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله تقبل الله أعمالكم في الصورة المذكورة الواجب شرعاً هو تقديم طاعة الزوج. وينبغي السعي.

    المزید »

      سجود التلاوة «آيات السجود بيان تفصيلي واضح لأحكامها» ● السائل: السلام عليكم سؤال الى سماحة السيد أمين السعيدي هل السجود واجب عند قراءة اي اية من آيات السجدة؟ فلو قرات الاية وانا جالس في مكان غير مهيأ للسجود فما هو تكليفي؟   ◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله: أولاً: هل هي آية سجود.

    المزید »

    مدى صحة حديث يتناقل عن نبي الله الخضر (ع) سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي. ●السائلة:- علاج الغيبة اشتكى احد الاولياء الصالحين للخضر عليه السلام يوما من كثرة الغيبة بين الناس، وانه كلما ينصحهم بالاقلاع عنها ويقول لهم انها من الكبائر، فانهم لا يكترثون بكلامه ولا يقلعون من تلك الخصلة المذمومة. فقال له الخضر عليه.

    المزید »

    حكم قراءة القرآن في شهر رمضان ممن لا يجيد القراءة جيداً سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي ● السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته1 هل يجوز قرائة القرآن في نهار شهر رمضان بنية التعلم خوفا من الخطأ2وهل صحيح ان الصائم اذا قرئة القرآن وأخطأ في القراءة في نهار شهر رمضان يفطر ◀ جواب السيد أمين.

    المزید »

    حكمان في قَدَم المرأة ● السائلة: ماحكم ظهور القدمين في الصلاه بالنسبه للمرأه؟ إذا تفضلتم سيدنا الاجابه على هذه الأسئله. (أقلد السيد علي السيستاني) ◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي: يجوز إظهار باطن وظاهر القدمين أثناء صلاتها. ولا يجوز لها كشف ظاهر قدميها لعين الناظر غير الـمَحْرم؛ كإخوة زوجها وإخوة أزواج أخواتها وأعمام زوجها وأخواله.

    المزید »

    في العقد والإيقاع سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي.   ● السائلة: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته   مالفرق بين العقد والايقاع؟ مع مثال للتوضيح اذا سمحتم ولكم جزيل الشكر   جواب سماحة السيد حفظه الله:   عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مساء الخير، وتقبل الله أعمالكم   العقد والإيقاع بهذا التقسيم هما مصطلحان فقهيان،.

    المزید »

    【حديث غريب يُتناقل هذه الأيام】 سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي. ● السائلة: سؤال سيدنا مامدى صحة الحديث المتناقل في برنامج التواصل الاجتماعي الوات سب عن حديث المباركه بحلول الشهر رجب؟ وهو كتالي مبروك عليكم شهر رجب الأصب قال رسول الله (ص) : من يبارك الناس بهذاالشهر الفضيل يحرم عليه النار إن شاء الله أكون.

    المزید »

    الحج بالاقتراض ، وحِـيـَـله الشرعية  سؤال وجواب مع السيد أمين السعيدي.   ● السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… سؤال الى سماحة السيد هل يجوز اخذ قرض من احد البنوك الاهلية لاداء فريضة الحج؟ علماً انني اقلد السيد السيستاني حفظه الله – جواب السيد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بالأستاذ الفاضل، أرجو أن تكون.

    المزید »

    ديوانية القرآن والتفسير (الأسئلة و الأجوبة)

    المرأة لا يجب عليها التستر، الرجل هو عليه غض البصر؟ ? السائل: السلام علیکم سيدنا هل هذا الکلام -المنشور في أحد الجرائد لأحد الدكاترة- صحیح؟ يقول الكاتب حرفياً: «ليس في القرآن إذن ما ينص على أن المرأة “فتنة” ولا أنها تفتن الرجل بل الرجل هو الذي يُفتتن بها، وإذا كانت تجذب الرجل ليفتتن بها فالمسؤولية.

    المزید »

    رحمة الله أيها العزيز! عندما تتأمل قوله تعالى: {لِيَجزيَ الذينَ أساؤوا بما عَمِلوا ، ويَجزيَ الذينَ أحسنوا بالحُسنى}[النجم: 31] تعي عندها عظَمة آفاق الرحمة؛ ففي صدر الآية قال سبحانه بما عملوا ولم يحدِّد ذلك من حيث الجزاء، بينما في ذيل الآية حدَّد الجزاء بالحُسنى؛ فلم يقل في صدرِ الآية عن الذين أساؤوا مثلاً ليجزي الذين.

    المزید »

    سؤال حول خطبة الزهراء (ع) سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي ● السائلة: الله يعطيكم العافيه سيدنا في ميزان اعمالكم عندي سؤال عن ايه ولكن ليس تفسيرا كما يبدو لي اذا امكن؟ السؤال كالاتي لماذا سيدة نساء العالمين ذكرت في خطبتها الفدكيه هذه الايه بالتحديد قال تعالى ((لقد جاءكم رسولٌ من انفسكم عزيزٌ عليكم ما.

    المزید »

    مع لؤلؤةٍ في بحرها الأسود كتابة: السيد أمين السعيدي أرأيت لؤلؤةً يشعُّ منها الجَمالُ بأصدافها المسْوَدّة؟ ما سر جمالها الذي يجعل منها تتزين بسوادها؟ تلألأَتْ ببهائها فأبهرت العقول ، وأصبحت سراً على جيد الفتاة التقية الصالحة بما كساها الله من جمالٍ وكمال. فالسر فيها يظهر من أمنا فاطمة. السر في العفة الحقيقية التي تزهو بأعماق.

    المزید »

      معنى الآية: {لا يَنالُ عهدي الظّالمين} ● السائل: ما المقصود من قوله تعال ( لا ينال عهدي الظالمين )؟ ● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله: عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. 1- المقصود من قوله تبارك وتعالى: {لا يَنالُ عهدي الظّالمين}، هو أنَّ الإمامة على الخلق والنّبوّة وما شاكل من المناصب الإلهيّة العالية.

    المزید »

    معنى الآية ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت …(هود/34) ● السائل: ياحبذا لو توضحوا لنا الاية (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) سورة هود اية 34 اريد توضيح هذا المقطع من الآية _ إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم_   ● رد سماحة.

    المزید »

    ديوانية الشؤون العامة والمجتمَع (الأسئلة و الأجوبة)

    …..

    المزید »

    نتنتاتل 6

    المزید »

    نتنتاتل 5

    المزید »

    ? أولو العزم: سيدنا❗ كيف تصف الحاج الشهيد المرحوم عبد العزيز الربح❓ ? السيد أمين السعيدي: (كان بَسّاماً للغاية، رحباً، شرِح الصدر صافي القلب، لا يَتَكلَّف بالكلام ولا يتصنَّع باللسان، إذا حدَّثْتَه يُقبِل عليك بكله، فلا تشعر معه بثقل أو حرج، خيرُه سابقٌ بكرم خُلقه، وشره مأمون بلطف جوده. فكل من عاشره تجده يذكره بخير. كنت.

    المزید »

    أُسس وضوابط الكتابة القصيرة سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي ● السائلة: السلام عليكم. تقبل الله أعمالكم … ونسألكم الدعاء في سحر هذه الليله العظيمه.. يخالجني سؤال اود طرحه على الاستاذ الفاضل .. انتم لكم … ونحن ك مبتدئات نحاول ان نخربش بما يجود به القلم فما هي اهم النصائح التي ممكن ان تقدموها لنا.

    المزید »

      وصفة سلسة لإفراغ الذمة من التكليف العلمي   السلام عليكم ورحمة الله سؤال لسماحة السيد أمين السعيدي جزاه الله عنا خيراً ورعاه. سيدنا إنني امرأة كثيرة الانشغالات، مسؤوليات البيت، وأيضاً اُعِـين زوجي ببعض المشاريع التجارية في البيت كالخياطة مثلاً، وأريد أن اُخلي واُفرغ ذمتي من التكليف العلمي الدِّيني، علماً أن أمثالي من النساء والرجال.

    المزید »
    الدورات ومباحَثاتها العِلمية وشهادات الطلاب

    تغطية ر(٢) شهادات طلاب وطالبات الدورة المكثفة التاسعة «إثبات الوجود الإلهي والإجابة على الشبهات وتساؤلات النفس ١٤٣٥هـ» – مع السيد أمين السعيدي  تقرير مؤسَّسة أنبياء أولي العزم (ع) : اختتام فعاليات الدورة العلمية المكثفة العامة الفريدة من نوعها، المنعقدة بالقطيف (القديح – حسينية آل مرار) بعنوان: «إثبات الوجود الإلهي والإجابة عن الشبهات وتساؤلات النفْس حوله»، والتي.

    المزید

    شهادات الطلاب والطالبات – تغطية ر(٢) للدورة المكثفة الثامنة【حقيقة المعرفة ، وتقسيماتها ، ومناهجها ، وأدواتها 1435】 مع سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله ✿ المُلْقي سماحة الشيخ الأستاذ:السيد أمين حبيب السعيدي حفظه الله【ماجستير فقه ومعارف إسلامية وفلسفة】وغير ذلك من الشهادات العلمية الرسمية ..✿ الوقت: ٣ أيام؛ يوم الجمعة (٢١ شعبان ١٤٣٥هـ) والسبت والأحد.● الخامسة.

    المزید

    مباحَثة الندوة الأولى لدورة: (المعرفة؛ حقيقتها، وتقسيماتها، واتجاهاتها، وأدواتها):- مع سماحة السيد أمين السعيدي حفظه ا..   1- عدِّدْ الرؤوس الثمانية التي تُذكَر لبيان هوية كل علم (فقط تعداد).   الأمر الأول:- 2- اذكر تعريفات (العلم) مع بيانها بإيجاز. 3- اذكر تعريف علم مناهج التفكير والمعرفة.   الأمر الثاني:- 4- علم المعرفة لم يكن علماً.

    المزید

    مباحَثة الندوة الثانية لدورة: (المعرفة؛ حقيقتها، وتقسيماتها، واتجاهاتها، وأدواتها):- مع سماحة السيد أمين السعيدي حفظه ا.. 1- لماذا مَبْحَث الواقعية وعدمها هو أول مبحث في علم مناهج التفكير وعند الحكماء؟ 2- وضح ما يلي: (في حالة عدم ثبوت قيمة واقعية للمعرفة سيترتب: أ- الانسداد العلمي في جانب العلم والتعليم. ب- بطلان المعتقدات والاديان. ج- انهيار.

    المزید

    مباحَثة الندوة الثالثة لدورة: (المعرفة؛ حقيقتها، وتقسيماتها، واتجاهاتها، وأدواتها):- مع سماحة السيد أمين السعيدي حفظه ا..   تتمة الباب الأول: قيمة المعرفة: ب- اتجاهات المنكرين المعرفة:- 1- هناك مجموعة من التيارات والاتجاهات تنكر المعرفة من أصل، أو بعضاً منها، وتشكك في قيمتها. (عَدِّدها).   1- الاتجاه السفسطائي:- 2- مِن السفسطائية (جرجياس) الذي هو من أشد.

    المزید

    نُسخة ورقة المباحَثة الثانية المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة أسئلة مباحَثة ر(2) لدورة [إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله]    مؤسَّسة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ إلقاء السيد أمين السعيدي     خمس ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى:- يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو أكثر للقيام بحل.

    المزید

    نُسخة ورقة المباحَثة الثالثة المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة   أسئلة مباحَثة ر(3) لدورة [إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله]    مؤسَّسة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ إلقاء السيد أمين السعيدي     خمس ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى:- يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو أكثر للقيام.

    المزید

    نُسخة ورقة المباحَثة الرابعة المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة   أسئلة مباحَثة ر(4) لدورة [إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله] جماعة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ إلقاء السيد أمين السعيدي خمس ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى:- يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو أكثر للقيام بحل هذه الأسئلة.

    المزید

    نُسخة ورقة المباحَثة الخامسة المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة    أسئلة مباحَثة ر(5) لدورة [إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله]   جماعة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ إلقاء السيد أمين السعيدي       خمس ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى:- يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو أكثر.

    المزید

    نُسخة ورقة المباحَثة السادسة المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة      أسئلة مباحَثة ر(6) لدورة [إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله]     جماعة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ إلقاء السيد أمين السعيدي      خمس ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى:- يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو.

    المزید

    أطروحات السید أمین في قضایا المرأة والزوجین والأُسرة والتربیة

    قضایا المرأة

    المرأة لا يجب عليها التستر، الرجل هو عليه غض البصر؟ ? السائل: السلام علیکم سيدنا هل هذا الکلام -المنشور في أحد الجرائد لأحد الدكاترة- صحیح؟ يقول الكاتب حرفياً: «ليس في القرآن إذن ما ينص على أن المرأة “فتنة” ولا أنها تفتن الرجل بل الرجل هو الذي يُفتتن بها، وإذا كانت تجذب الرجل ليفتتن بها فالمسؤولية.

    المزید »

    حكمان في قَدَم المرأة ● السائلة: ماحكم ظهور القدمين في الصلاه بالنسبه للمرأه؟ إذا تفضلتم سيدنا الاجابه على هذه الأسئله. (أقلد السيد علي السيستاني) ◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي: يجوز إظهار باطن وظاهر القدمين أثناء صلاتها. ولا يجوز لها كشف ظاهر قدميها لعين الناظر غير الـمَحْرم؛ كإخوة زوجها وإخوة أزواج أخواتها وأعمام زوجها وأخواله.

    المزید »

    منشور رقم 7 بتاريخ 18-12-1434هـ   السُّـكنـَى ليست من المرأة فقط! [في ظل خَلْقِ حواء من ضلع آدم(ع)] إنّ قولَ الله تعالى خـَـلَقَ لكم مِن أنفُسِـكم أزواجاً لتَسكنوا إليها في الآية القائلة:{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها ، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21]، فقوله.

    المزید »

    تغطية لمحتويات ندوة (ر1) في فقه الحجاب وبعض مسائل الاختلاط: كما وعدناكم أحبتنا نقدم لكم تغطية حول محتويات وعناوين الندوة [رقم1] في الحجاب والاختلاط التي ألقاها سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله في أواسط شهر رمضان المبارك 1434هـ ، حيث قــَسَّم البحث لندوتين متتاليتين كما يلي: • أما محتويات الندوة الأولى فكما يلي: بعد حمد.

    المزید »

    مقتطف من القسم الأول لمحاضرة ألقاها السيد أمين السعيدي حفظه الله حول «فقه الحجاب والاختلاط» ببرنامج (وتعاونوا 2) – سيهات – لجنة الإمام المهدي (عج) – 1434هـ    

    المزید »

    【الحجاب تخلــُّـف】 به ثلاث عَظائم: كل مَن تَـصف الحجاب بأنه تخلف وتحجر وجاهلية ، وتَـسخر من المؤمنات المحجبات ؛ فهي ارتكبت – على أقل القليل – ثلاثة أمور كل واحدٍ منها عظيمٌ وَخِــيْـم: ●» الأول:- أنها اتَـهمت الزهراء وزينب وأم البنين وأم كلثوم ورقية وسكينة (ع) بالتخلف ؛ لأن هذه النسوة لو عُدن في عصرنا.

    المزید »

    مع لؤلؤةٍ في بحرها الأسود كتابة: السيد أمين السعيدي أرأيت لؤلؤةً يشعُّ منها الجَمالُ بأصدافها المسْوَدّة؟ ما سر جمالها الذي يجعل منها تتزين بسوادها؟ تلألأَتْ ببهائها فأبهرت العقول ، وأصبحت سراً على جيد الفتاة التقية الصالحة بما كساها الله من جمالٍ وكمال. فالسر فيها يظهر من أمنا فاطمة. السر في العفة الحقيقية التي تزهو بأعماق.

    المزید »

    المرأة الحائضة وحكمها فى الصلاة ● السائل: امرأه ولدت ونوع الاستحاضه صغرى ، إذا جاء وقت صلاة الظهر تطهرت ووضعت القطنه وتوضت ثم صلت الفرض الاول، وبعد الانتهاء من الفرض الأول شيكت القطنه فوجدتها نظيفه وخالية من الدم… فهل تعيد الوضوء للإتيان بفرض العصر؟ علماً بأنها تقلد السيد علي السيستاني.     ● رد سماحة.

    المزید »

    قراءة الحائض للقرآن فى ليلة القدر ● السائل: السلام عليكم و رحمة اللهِ وبركاته . من مستحبات ليلة القدر قراءة سورة القدر ألف مرة،فماهو الحكم الحائض هل يجوز لها قراءتها ام فى ذلك كراهية؟     ● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله: بسم الله الرّحمن الرّحيم السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بالنّسبة لمستحبّات.

    المزید »

      حكم الصلاة خلف امرأة بعد شروعها في الصلاة  ● السائل: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. لو كانت امرأة تصلي وأتى رجل يصلي خلفها، هل عليها أن تعود الصلاة أو تقطعها؟ أم صلاتها صحيحة وتبطل صلاته؟ ● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله: السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, لو كانت امرأة تصلّي.

    المزید »

    قضايا الخاطبين والزوجين والأُسرة والأبناء

    المقدَّم حال التعارض بين طاعة الأم والزوج ● السائلة: السلام عليكم عندي سؤال: الواجب اطيع زوجي او امي؟ زوجي يمنعني من الزيارة وامي تريدني اطيعها واخدمها واني محتارة اطيع من ساعدني وشكراً ◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله تقبل الله أعمالكم في الصورة المذكورة الواجب شرعاً هو تقديم طاعة الزوج. وينبغي السعي.

    المزید »

    أشكال وضوابط التعاون الزوجي ودور عنصر الإبداع منشور رقم 18 بتاريخ 29-12-1434هـ    

    المزید »

    من الأمور الضرورية الباعثة للزواج: (الحاجة للمُـعِـيـْن المكافِـئ) منشور رقم 17 بتاريخ 28-12-1434هـ  

    المزید »

    صورة إحراز نصف الدين في ظل (عدم جواز التعدد للمرأة) و (عدم تحقيق الضوابط) منشور رقم 16 بتاريخ 27-12-1434هـ     

    المزید »

    صورة إحراز نصف الدين في ظل (الزواج المتعدد) و (عدم تحقيق الضوابط في الزواج الأول)[2] منشور رقم 15 بتاريخ 26-12-1434هـ    

    المزید »

    صورة إحراز نصف الدين في ظل (الزواج المتعدد) و (تحقيق الضوابط في الزواج الأول)[1] منشور رقم 14 بتاريخ 25-12-1434هـ  

    المزید »

    مناقشة حول كون إحراز نصف وثلثــَي الدِّين لا يحصل إلا بتحقيق الشرائط والضوابط منشور رقم 13 بتاريخ 24-12-1434هـ    

    المزید »

    الزواج مثلاً بامرأتين هل يعني إحراز نصف الدين بالأولى وإحراز نصفه الآخر بالثانية بشكل أتوماتيكي بدون امتثال للضوابط؟ عنوان الموضوع: ضوابط إحراز نصف وثلثي الدِّين بالتزويج منشور رقم 12 بتاريخ 23-12-1434هـ إنّ قول الأخبار الشريفة بأنَّ مَن تزوَّج أَحْـرزَ نصف دِينه ، ومَن تَزوَّج أَحْـرزَ ثلثَي دِينه ، ومن تزوَّج كمل دِينه ، وقول الشيطان.

    المزید »

    التزويج يـعـْـصِـم ثلثي الدِّين لا نصفه ، بل أكثر !! منشور رقم 11 بتاريخ 22-12-1434هـ الشائع بين الناس هو أن التزويج يعـْـصِـم (نصف دِين الرجل) و(نصف دِين المرأة) عن الضياع والشيطان والانحرافات ، سواء الانحرافات الروحية أو النفسية أو الجسدية .. ، فبالتزويج يحْـرِز الزوجان ذلك حسبما ورد في الأخبار. لكن الوارد في بعض الروايات.

    المزید »

    شرائط التزويج بين أبناء المذاهب المختلِفة منشور رقم 10 بتاريخ 21-12-1434هـ في قضية كون (حِفظ الدِّين) أحد أهم أهداف الزواج ، نقول في هذه القضية ما قلناه(1) في مسألة (الحاجة الروحية للشريك) ، وهو أنّ: التزويج بين المذاهب الإسلامية لا ضرر فيه حال اعتدال الشريكين ، وعدم فرْضِ أحدهما نظره على الآخر ؛ وكذا حال.

    المزید »

    مراسَلتنا

    ليصلك جديدنا بالوتساب أو التلقرام ارسل كلمةاشتراك على 00966544813183